عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد: من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين. ولد ببغداد سنة (213هـ) وسكن الكوفة، ثم ولي قضاء الدينور مدة، فنسب إليها. وتوفي ببغداد سنة (276هـ).
يجمع هذا الكتاب علومًا شتى، أمْلته طبيعتان: طبيعة العصر وطبيعة المؤلف، فلقد كان العصر جامعًا لعلوم مختلفة وثقافات متعددة، ويعد ابن قتيبة في كتابه هذا الأول من نوعه الذي التزم أسلوبًا جديدًا من حيث الاختيار، ثم التبويب ثم الترتيب، وكان صاحب رسالة في تأليفه هذا الكتاب، قد أودعه كما يقول: طرقًا من محاسن كلام الزهاد في الدنيا، كما أنه لم يخل من نادرة طريفة، وفطنة لطيفة حتي لا يشعر القارئ بالملل. وقد حوى الكتاب موضوعات مرشدة لكريم الأخلاق، زاجرة عن الدناءة، ولم يكن هذا الكتاب وقفاً على طالب الدنيا دون طالب الآخرة، ولا على خواص الناس دون عوامهم، ولا على ملوكهم دون سوقتهم، بل وفى كل فريق منهم قسمه، ولكي يروح على القارىء من كد الجد. وضمن الكتاب نوادر طريفة وكلمات مضحكة تدخل في باب المزاح والفكاهة يقول: «مثل هذا الكتاب مثل المائدة تختلف فيها مذاقات الطعوم لاختلاف شهوان الآكلين». ومما اشتمل عليه الكتاب: كتاب السلطان: وفيه أخبار السلطان وسيرته وسياسته، وكتاب الحرب: وفيه الأخبار عن آداب الحرب ومكائدها، وكتاب: العلم والبيان، وكتاب الزهد: وفيه أخبار الزهاد، وغير ذلك.